29 Oct

  ,,,,,ايقاعٌ ورقْصٌ.. ,,,,,


… كنت أتمنّى :

أن أكون الكرى في عينيك..            أكحّل  بهاءَ الرموش.. 

أو عطرا فرنسيا.. 

أبللّ ياقتك.. 

لأنّي أعشق التضاريس.. 

ما وهد منها وما انحنى

وذاك الجسد..!! 

المحرورُ

كنت أتمنّى:

لو تمتزج أنفاسي بأنفاسك

ويتعلّق نبضك بقلبي

لا يفارقه.. 

 فتتفتح  المغاليق.. 

لأراك من خلف الستائر.. 

كالبدر بوجهك المشمشي… 

أمتّع العين من حسنك.. 

أتبوأُ في قلبك مقعدي.. 

ولا أغار.. 

كي.. 

لا.. 

أكون 

كما الضيف الثقيل يعجِّلُونَ وداعه..

لا يرغبون سماعه

أو لذع البرد أيام الشتاء.. 

يتدثرون لمنعه.. 

ليلا نهارا

وأرنو:

 لانبلاج صباحكِ.. لا أفارقك

كظلك الذي لا يذوب.. 

وأحب فيك الليل.. 

ذاك الكساء لطالما كان لنا لباس.. 

الستر.!! 

كم أعشقه: 

وتلك اللهفة تسري كما الليل.. 

فتنسُلُّ كما أنت منّي تنسلّي.. 

دون تعثر!! 

كم أعشق الدجى:

ليراني هل أنا أكثر منه سمرا.. 

أم بدره الزاهي..

 *********

بدر أطلّ في حسنه كالبدر...

رماني برمش كما الحبّ رماني..

وضاء المحيا بهيٌّ إطلاله..

خجول حين ألقاهُ ويلقاني..

يراقصني ولهًا..

ويعزف لي لحن الصبابة.. 

فيزيدني الشوق.. 

كما

أنَّ

 الدفق سَرَى في شرياني.. 

سكارى.. 

ننتشي.. 

توهجا من حرى الرقص يجمعنا.. 

فنرقص.. 

على إيقاع معزوفتي..  

أعذب ألحانـِــي.. 

آه!! يا فراشةٌ تمرّدتْ عن لحائها.. 

تعرّت.. تكشَّفَ عن ساقيها..  

تُهيّجُِ سواكني.. 

تُغْريني.. 

أُدْنِي منّي كيْ  أُدنيكِ.. 

أحاكيكِ بكل الألسن.. 

ألقيكِ غزلاً.. وأقطفُ من ثمركِ.. 

أجودهُ .. من كلِّ الجنانِ

آآهٍ !  يا زهرةٌ .. 

فاح أريجها بين الثنايا..

راقصها النّحل والدُّبُّور.. 

والفراشات.. 

تُجِيدينَ الحركاتْ.. 

حتَّى.. 

إذا.. 

ما.. 

سكنتُ.. حرّكتِ كلّ السكونْ

وغيّرتِ نَظْمَ القوافي.. 

فصارت متحركة.. كبركان ينتظر.. 

ثورة.. 

أو كطير ينتظر الإقلاع.. 

ليطير في الأفق الرحب.. 

وتخلد معزوفتي على إيقاع الوجد.. 

لتعمّر في خُلْدِي..!! 


حاتم الامام غضباني


    ,,,,,, ( 1) حين أمسيّة,,,,,,


حين أُمسيَّةٍ.. 

تبادلني النّظرات.. 

تلك الرّموش المتعبة.. 

لَمْ أكنْ أعلم.. 

أكانت لي.. أمْ عابرة؟؟ 

غامت السّماء.. 

أهطلت حُبّا.. 

رعدت عشقا وصبّا.. 

سال الغرام أودية.. 

مرّت أمامي.. 

ريحهَا العطرُ.. 

أيقظني من أحلامي الذائبة.

لملمني..شـتّـتني..

رمانـي للأيـام السابِـحةْ..

أغرقني.. في الشوق.. 

في التوق..

لتلك الرّموش الصائبة.. 

وكنت على يقين.. 

أطرد كلّ الظنون.. 

أنها هي السالبة!! 

ما كنت أحسـبُ أنها.. 

للعشق هي بائــعة.. 

وأنّ رسائلها..

تُـنـثـرُ بين القلوب.. 

الحائرة

  __________________________

             )2) الجائرة


تـجـور..حين الفرصة.. 

و تعـلنُ في جورها.. 

قوّة الشهوة.. 

وتلمع كشاعرة كسبت.. 

أركان النّدوة.. 

تـجـور..

لتبني حياة تتناساها.. 

القدرة.. 

تطول.. وتحتسي في كنفها..

قهوة.. 

تجـورُ.. 

لتكمل حلاوة الرغبة.. 

بكلام رقيق.. حلو كشهدةٍ.. 

وتعلن قوة الشهوة.. 

فتبدي من الحبّ قشوره..

ونـزرهُ..

وتعلن ثورة الجحود..

الصدود..

كيرقة القزِّ تصطاد زهرة.. 

كشمس تطارد.. 

غيمة.. 

وأظلّ أنتظر الردّ.. 

انتظر الرسائل.. 

من جائرة.. بعد إنقضاء

الشهوة.. 

___________________________


      ( 3) يوم عشق تحت المطر



حين تقـلّب المُـناخ.. 

إثر التنبؤ بالأنواء..

تحت سماء ملبّدة.. 

و رذاذ.. 

تلاقينا غرباء .. 

كنّا هناك.. 

تحت حـمّى العشق.. 

سكارى.. 

كنّا في ارتعاش.. 

نبحث عن الدفء.. 

عن القرّ احيانا.. 

يا إطلالة الفجر النّقيِّ.. 

نتهادى.. 

تدانينا.. تماسكنا.. 

سافرنا في تضاريس الجسد.. 

ذبـنا وأبحرنا.. 

في نفس المكان.. في نفس الزمان.. 

تحت المطر.. 

و سقسقة المزاريب..

تعانقنا..

أعلنا عشقنا علنا.. 

على الرّمل المبلّل 

جلسنا..تلامسنا..

نخطّ خطوط العشق، 

وَخطونا..

نسترق صحو السّماء.. 

بعد المطر.. 

استفقنا..

يا لون أيامي الرّمادي

لم نر غير أشباح.. 

كسالى.. غرباء.. 

وتواعدنا.. 

أن تذكريني في رسائلك.. 

القادمة.. 

__________________________


)           4) حديث الّـلـيل


سكن اللّيل..

وفي  السّكون ترتقي الأحلام.. 

ومضى.. 

في قعر المدينة.. 

ريح تهتز له الأجسام.. 

سكن السّدف..

وظلمة قد هيّجت الحنين.. 

أشتاق بين طيّاته.. 

لأنثر قصائدي.. 

أحْتاجني إلى مخيّلة ترميم.. 

لأمحو بها وصب الآلام.. 

تهاتفني.. بهمس الموتى.. 

المقيمين في القبور.. 

تجتاح الوصال ببرود..  

وتستبيح الكلام الذِّمام.. *ذميم

تعلن مُرَّ التّنائي.. 

فتُزلـفـنِـي قربانا لليمّ

تغرقني..

تتقاذفني الأيام

وأظلّ الغريق في وجْدها..

أشتاق إلى طيفها 

ولا أنام..  

توصوص.. من خلف الستائر.. 

يتودّد لها الليل.. 

لتبقيني.. 

ويجفاني الموت الزؤام..

أشير عليها بهمس.. 

وأشعل في ظلمتي الشموع.. 

و أرتب حلو السلام

 أسكن سكون اللّيل. 

أعيش مع أرواح هادئةٍ

أنام في وحدتي.. 

وأنسى الكلام.. 

___________________________



)           5) الخـجـل

دمـي..

في مـحـيطاتِ جسمي.. 

جمد ليصير مضمار تزحلق.. 

وجسمي.. 

داعبه الذوبان.. 

كدّا وتصنُّعا في التّملق.. 

وروحـي.. 

في ربـوع القارات.. 

أوقـدت بخـورا يُسْـتـنـشق.. 

وأنـت بـي.. 

تـخـجلـيـن الـتعـلّق


_________________


 ) 6)  الحيُّ الميّتُ


اخترت ُ لك كلَّ الأسماء.. 

فما وجدت إسما يناسبك.. 

إلاّ إسم العنـاء. 

علّقته ببابكِ

علّني ألتمس منك اعترافا.. 

أو لمسة وفاء..! 

يا أنت! 

يا من جعل فيَّ.. 

بصيص الأمل وطول الرّجاء..

أوصلتني سنام الوصل.. 

فما بال قلبك العصيِّ.. 

أعلن حرب الجّفاء. 

أيقونتي أنت !! 

ما همّي إِنِ الحبُّ أوصد بابه.. 

وأشعل نار الشّقاء؟؟

أجذبكِ بسطاً فتنحسرِ.. 

وأُلْفِي منكِ الصُّدود والرِّيَاء.. 

رفقاً بحالي إن استعصى التّداوي..

فما حاجتي بعد الموت للدّواء.. 

_____________________


)           7)  تـائهٌ أنـا

قـال:


تـائـهٌ أنـا.. 

في سـكـون  الـلـيـل و حـديـث الأرواح.. 

أبحث عن وجهك المضيء

عن شَـعْـرٍك  الفحميّ

عن بقايا عشق ذائب..

عن إشتياقي.. 

أستـنجدُ بنور خافت 

من وراء سَـديـم سنة شمسيّة

وأطرد من عَلَيَّ  الشّجون

وأُسْعِـُر صَـبًّا إلـيك بـاقـي.. 

وأرنو إلى تلـك الـثـنايَا

كـإلـتفـاف جـدائـل شعـرك.. 

بـيـن الـحـقـول ومـاء.. 

الـسّـواقي.. 

وأهفو إلى إحمرار وجنتيك

يـغـازل شَقـائـق النعمــان.. 

حـيـن الـتـلاقِـي

وأغـزوك طـولا وعـرضـا

وَأَمُـجُّ مـن لـهـفـتي علـيك.. 

كـلام كـمـاءٍ رقراق.. 

وأرفـض فـي سـرّي وفـي عـلنـي

عـنـد الـصـباح وفـي الـمـسـاء.. 

لـفـظ الـفـراق

هل تـريـديـن سيـدتي 

أن أشـقّ الضبـاب.. أن أشـقَّ السـراب             وأركـب الـمـوج وأركـب الـبراق؟؟ ؟

-----------------------------

قالت:


لـمـاذا الـغـيـاب وطـول إنـتـظـار؟

ولـي فـيـكَ مـحٌّ 

بـيـاض أو صفار

تمازج  حـبّـي كـحـبل الـوَتـيـن

إذا مـا  انـقـطـعَ يـكـون.. 

الـدّمـار..!! 


عـلام الـبعـادُ وهذا الـتـجـافي

وقـلبي من الـوجـد

عـلـيلٌ وغـافِي..(1) ؟؟

وأقـطـف فـي بعـدكَ أحـلى الـزهـور

وأتـوج طـيفـكَ جـلّ الأقـاحـي 

وأكـلّـلـكَ نـسـريـن وعَـمَارِ (2(

وأُعْـلـيك عـن كـلّ الـعـبـاد

وأركـعُ كـرقٍّ مـطـيع

وأشـعـل شـمـوعي بـكـلّ الـدّيار

--------------------------------

قـال:


تـعـالـي فـحـضـني إلـيـكِ يـحـنُّ

حُـنُـوَّ الـفـطـيـم إلـى الـرّضـاع

وضـمِّـي جـراحـي إلـى جـراحـك

وأوصـدي أبـواب الوداع.. 

----------------------------

قالت:


خـذهـا مفاتيحي.. 

دون إستئذان وأحـجـبْ عـنّـي.. 

فـجـوجَ الـجـراح

أنـا ما صـار لـي صـبرا.. 

ولـبّـي يـدعـوكَ الـسَّـراح..




*غاف :تمايل عن  الـيـمـيـن وعن الشمال

*عَـمَارٍ :ريـحـان يُـحَـيَّ بـه الـملـك 


_____________________________

 

) 8) همس القلوب


يُـدَغْـدِغُـنِـي هَمْسُ القـلبِ إليـكِ.. 

بـيـن التواءات الضّـلوع.. 

فَـتَخْــتَـبِئ بـين البُـطَيـْنِ والـوريـدِ..

وتسكُـني في عَـرشِـهِ عَــْربدة 

فَـإِمَّا عـاشقٌ وإمّـا شـهـيـدُ. 

أَ يَـا طـاعـِنةَ خافـقـي بـحَدِّ نَـصْلِ الـهَوى

لــكِ مهجتـي لــكِ الـتّمـجـيدُ. 

قـتلـتـني بالبَـْينِ مـا لي حـيلة.. 

والـرّمش بالـكُحل زادنـي الـتَّشْرِيـدُ. 

لــكِ مِـنِّـي الـسَّلام مـحـبَّةً

ولِــيَّ مِـنكِ الوفـاءُ والتَّــأْ يـيدُ!! 

العـيـن تُحَـاكِـينِـي غــزلا قـد هـدَّنِي.. 

لِــسُـوءِ الفـهـمِ والــتَّـلْـبِــيـدِ. 

أَ تُــرَى إنْ رَمَـيْـتِـنِي بِـالأَقَــذِّ ثـانيةً ؟؟

قَـسَـمًا عـن حَـكِـي الـحَـوْرَاءِ

لَــــنْ أَحِــيدَ

لــنْ يَـضُـرََّنِـي.. 

إِن الـعـذَّالَ بَــانَ مَــكـرهمْ

فــهـواكِ للـفـؤادِ يـصِـيد

قَـاتِـلَـِتــي بالـوجـدِ..                           لــكِ  مـنِّي الـوفـاء!! 

مـا دَامَـتِ الــرُّوحُ إليـكِ  تَـقِـيدُ. 

سـَأُصْـغِـي للــعُـيُونِ وهـهـسـها

ولـكِ مـنِّي ظـبط الـمـواعـيد!! 

وأَجْـعـلُ مـن حـبّـكِ أيـقـونـةً فـي عُـنُـقي 

وأَجْـعـلُ مـن رمـشـكِ.. 

نَــــــــــشِـــــــيـــــــد.. 




*الأَقَـذَّ: مـفـرد أَقَـذَّ :سـهم بـهِ ريـش


________________________


) 9) عودة الرُّوح


تستردُّ بعض الذّكرى.. 

كَعَوْدِ الرّوح للجسد.. 

بعد الفناء!! 

وتلوك ، بمرارة الفراق! 

آخر الحروف. 

وتزفر تنهيدة.. 

كَصَافِرة قطار المحجر.

وتنتظر اللّقاء!! 

يداعبها النّسيم.. 

بمشطِ خَصلات شَعْرٍ.. 

جدائل.. 

ويحرّك ساكنها.. 

كمُحتضر يشتاق للبقاء!! 

تسترجع الذّكرى القديمة.. 

وأعياد ميلاد مرّت.. 

كسيل جارف بعد الجفاف.. 

وبدر يطارد غيمة.. 

ليحتضن الصفو والنّقاء.. 

تجالس موج البحر.. 

يُغازلها معانقة ورقصا.. 

وتركب زورق الوجد عطشى..

وتحنّ للسّقاء.. 

فتمتدّ يد البَيْنِ  فتدنو.. 

وتنتفض نشوى.. 

كبلبل نفش ريشه.. 

ليطير في السَّمَاء. 


حاتم الإمام غضباني












         

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة